مفــاجــأة
فى إحدى الليالى ومنذ أربعة وثلاثين يوما بالضبط ، نمت مبكرة – على غير عادتى – فقد عدت من الجامعة مرهقة ... وعندما استيقظت سمعت كالعادة شقشقة العصفورين الملازمين لشرفة حجرتى وهما أول ما أسمع وأرى كل صباح ، ولكنى فى هذا اليوم تملكتنى الدهشة ، وتساءلت : لماذا يشقشق العصفوران ليلا ؟! لابد أن مكروها أصابهما فعزمت على الاطمئنان عليهما ، ولان الظلام كان حالكا حتى أنوار الشوارع المعتادة لم تكن تتسلل من النافذة ، فقلت إن النور مقطوع ، تحسست بقدمى الأرض حتى عثرت على حذائى ... ثم تلمست الطريق للشرفة وكدت أعود لأن قدمى اصطدمت بحافة السرير من أسفل .. فصرخت بصوت مكتوم خشية إيقاظ أمى ، ولكن حبى لصديقى جعلنى أكمل .... فلما وصلت أخيرا لباب الشرفة ... سقطت عليه لأن قدمى عثرت بالستارة .. وقفت متبرمة ثم فتحت الباب بعد عناء وخرجت للشرفة أتحسس طريقى وعندما وصلت للعش تحسسته فلم أجد العصفورين .. فحزنت من أجلهما .. ورجعت أبكى .. وما إن جلست على حافة السرير أتحسس موضع الألم ، إلا وأمى تنادى على بجملة غريبة لتحمل حلقة العجائب إذ كانت تنادى ... همسة ... يا همسة استيقظى يا بنتى .. الساعة أصبحت العاشرة صباحا ... فدهشت ما معنى كلام أمى ؟! ولم أرد ... ثم دخلت أمى ... ما بك يا همسة ؟ لم تأخرت فى النوم هكذا؟! وعندما وجدت صوتى قلت : العاشرة صباحا أم مساءا يا أمى ؟!! فتغيرت نبرة صوتها للقلق قائلة : هيا يا همسة لماذا هذا الكسل؟ لقد أعدت لك الإفطار ... أم نقول الغداء؟
قلت يا أمى إننا مازلنا ليلا ؟ فلم تقولين ذلك ؟
فضربت أمى بيدها قائلة : أتقولين صدقا يا بنيتى ؟ قلت نعم يا أمى ومن صوت بكائها عرفت الحقيقة : أنا لا أرى .. لقد فقدت بصرى فدفنت وجهى بين عينى أتحسس عينى ... فلم أر شيئا ... فبكيت وأمى كما لم نبك قبلا .... ومن يومها بدأنا طريق الأطباء .. وبدأ جسدى يذوب من عدم الأكل...وهأنذا اليوم أدخل – بلا أمل تقريبا- غرفة العمليات لإجراء جراحة فى عينى ......... فهل تنجح؟؟!!
أختكم وابنتكم / همسة
تأليف/ أحمدحسن عبدالفتاح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق